Elhadife.org

أخبار

dimanche 17 décembre 2006

تكتكة على نافذة الحياة 1

هي كلمات قلتها في حالة فرح أو حزن او اي شعور في اي موقف


- الأمية حياة بلا ألوان و عذاب بلا أنين

- حين تبكي بلا دموع اعلم أن جرحك بداخلك عميق جدا

- لن تعيش بأفكار غيرك و لن يعيش غيرك بأفكارك لكن ستعيش بتلاقح أفكاركما

- المستوى الثقافي ينقذك من زلات عدة بينما قلة الوعي الثقافي توقعك في زلات عدة

- سهل جدا أن أصرخ في وجه من يعاديني لكن صعب جدا أن أقابل عدوانيته بابتسامة و ارتياح

- لا حياة بلا فن و لا فن بلا رسالة


-ليس فشلا أن تغير طريقك لكن الفشل أن لا تحسن اختيار طريقك الجديد


الواقع بنكهة الخيال

منذ بدأت كتاباتي التي ملأت كل رفوف مكتبي و خزانتي، أتطلع دائما لسرد و حكي واقعنا المعاش
و كنت أحاول بكل مرة و نظرا لمرارة بعض أحداث الواقع و التي هي أساس كل كتاباتي، أحاول أن
أمزجها بنكهة من الخيال حتى يكون واقعا بنكهة حلوة بدل المرارة، لكن اصدقكم القول رغم كل تقنيات
الطبخ و اساليب الطباخين تبقى كتاباتي التي تجسد واقعنا مرة جدا و صعبة التذوق ، لكن نجبر
أنفسنا على أكلها كما يجبر المريض على إتباع حمية ما أو طريقة أكل ما؟؟ فتجدني مترددا في طرحها
أو نشرها، و مرات عديدة تبقى حبيسة الرفوف حتى تتآكل جنباتها أو تضيع قيمتها بعد انقضاء تاريخ
أجل نشرها و ولادتها... هو واقعنا.. و هو حالنا.. نحتاج لوصفة ساحر
لكي يضيف عليه قليلا من الحلاوة و النكهة الطيبة

و يحل العيد.. و الحال هو الحال

ها قد شرف العيد ، و بدأ الكل يستعد له ، هذا العيد تجد الجميع مسرعا و غير مكثر لمن حوله.. فتكثر المشادات
الكلامية .. و تكثر صافرات و مزامر السيارات.. الكل يتصرف بسذاجة كبيرة.. كلما أنظر إليهم.. أجد فيهم عمق
السذاجة و سطحية الأفكار... لا أعرف لكن هذا ما اقرأه على جبينهم و في أعينهم التي أرهقها النظر هنا و هناك
بحثا عن شيء غير موجود !! أصبحت أكره الخروج للشارع.. فكل شيء من حولي يبعث على الضيق
و الحسرة.. أين نحن !! و هل حقا ستستمر بنا الحياة على هذا الحال؟؟ فقط نبحث عن أشياء تسد جوعنا و عن
اشياء يخيل لنا أنها سترفع قدرنا أمام الغير !! فهذا يبحث عن آخر إصدارات قارىء أقراص الدي في دي.. و ذاك
عن آخر صرخة في عالم الموبايل.. و تلك تبحث عن أروع ثوب لخياطة أروع لباس تغيض به نساء عائلتها
و زوجات جيرانها... هو التطلع لما هو جميل أمر جميل.. لكن ليس بهذه الطريقة.. فذاك الذي يبحث عن جهاز
من النوع النادر و الممتاز هو عامل بسيط جدا يضل يشقى و يتعب لمدة العام لكي يجمع بضع دراهم... و تلك
التي تبحث عن أرقى الأقمشة زوجها بالكاد يسعى بين اصدقائه ليكمل حاجيات البيت و مصاريف الأولاد... هو
موضوع يحتاج لوقفة.. و جلسة.. و رحلة طويلة.... ربما بدأتها الآن
..
..أبدا الحديث بموقف عشته شخصيا:
هذا أحد معارفي.. حقيقة لا تجمعني به علاقة وثيقة و لا صحبة طويلة، فقط نتبادل التحية و السلام.. إنه يشتغل
قريبا من المنزل الذي أقطن فيه.. يشتغل في مصنع للأحذية.. مجرد عامل بسيط جدا.. الغريب فيه أنه كلما اقترب
العيد تجده مشغول البال حائرا يركض هنا و هناك.. تارة يحمل علبة و تارة أخرى صندوقا.. و تارة أخرى كيسا
من البلاستيك.. ما كل هذا !!! نعم إنه يستعد للسفر و هي فرصة لاقتناء كل ما هو جديد و متجدد.. و هي طريقة
للتباهي أمام ابناء قريته الصغيرة.. و الظهور بمنظر مشرف و يليق به امام عائلته و اسرته.. لكن احقا هذا هو
المغزى الحقيقي من سفره و غربته و هجرته من قريته الصغيرة للعاصمة الإقتصادية للمملكة!!! بالأمس القريب
كان يحلم بالهجرة للدار البيضاء ليشتغل و يكد و يبذل لضمان حياة سعيدة و إخراج عائلته من الفقر الذي التهم
جنبات البيت و بدأ يلتهم أجساد سكانيه. لقد حلم بالهجرة و حقق حلمه.. لكن كثرة الأضواء و تنوع التيارات
..
و وفرة المتناقضات جعلته ينسى هدفه الأول من هجرته.. فعاش و عمل من أجل هدف واحد كيف سيرجع لبلده
شكلا ومظهرا.. فاشترى أبهى الملابس... و تزين بأروع الساعات.. و وضع في جيبه أرقى الموبيلات.. و اشترى
لعائلته صحنا للقنوات الفضائية و بطاقة الجزيرة و شبه الجزيرة
و لم ينس كذلك كود تفعيل قنوات المستنقعات و الأوحال
عام من التعب و السهر.. و تحمل صراخ مدير المصنع.. و الصبر على الجوع و فرقة الأحباب.. يضيع في لحظات
بين مقتنيات و مشتريات.. و بين اعتقادات و ترهات.. سيسافر و سيقضي 20 يوما أو أكثر.. و قبيل انتهاء مدة
عطلته ستجده يبحث عن مال يشتري به تذكرة العودة لمكان عمله.. غريب جدا بالأمس كان يلعب بالورقات
البنكية و يرميها بين محل و آخر إنها السذاجة الحقيقية و سطحية الفكر.. سيعود كما كان ذاك العامل البسيط جدا
الذي يشقى و يتعب و يسهر و ينتظر قدوم العيد ليأخذ ما ادخره من مال طوال السنة من أجل اقتناء أغراض
و اشياء... و تدور به السنين على هذا الحال.. و هو في 45 سنة.. متزوج و له 3 ابناء و زوجة يعيشون أسوء
الظروف في ابعد المناطق و أفقرها
/
\
/
\